responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير - ط العلمية نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 275
لَمْ يَتَلَعْثَمْ» أَيْ مَا تَرَدَّدَ وَلَا تَرَوَّى لِأَنَّهُ رَأَى أَمْرًا جَلِيًّا عَظِيمًا وَاضِحًا فَبَادَرَ إليه وسارع.
وقوله: وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ هَمْ لَا يَرَوْنَ ذَلِكَ لِأَنَّهُمْ عُمْيٌ عَنِ الْحَقِّ لَا يَسْمَعُونَ وَلَا يُبْصِرُونَ بَلْ هُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ فِي ظُلُمَاتِ الْجَهْلِ يَعْمَهُونَ وَهُمُ الأفاكون الكاذبون الأقلون الأرذلون وهم في الآخرة هم الأخسرون.

[سورة هود (11) : آية 28]
قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ (28)
يقول تعالى مخبرا عما رد به نوح عَلَى قَوْمِهِ فِي ذَلِكَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي أَيْ عَلَى يَقِينٍ وَأَمْرٍ جَلِيٍّ وَنُبُوَّةٍ صَادِقَةٍ وَهِيَ الرَّحْمَةُ الْعَظِيمَةُ مِنَ اللَّهِ بِهِ وَبِهِمْ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَيْ خَفِيَتْ عَلَيْكُمْ فَلَمْ تَهْتَدُوا إِلَيْهَا وَلَا عَرَفْتُمْ قَدْرَهَا بَلْ بَادَرْتُمْ إِلَى تَكْذِيبِهَا وَرَدِّهَا أَنُلْزِمُكُمُوها أي نغضبكم بقبولها وأنتم لها كارهون.

[سورة هود (11) : الآيات 29 الى 30]
وَيا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (29) وَيا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (30)
يَقُولُ لِقَوْمِهِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَى نُصْحِي لَكُمْ مَالًا: أُجْرَةً آخُذُهَا مِنْكُمْ إِنَّمَا أَبْتَغِي الْأَجْرَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا كَأَنَّهُمْ طَلَبُوا مِنْهُ أَنْ يَطْرُدَ الْمُؤْمِنِينَ عَنْهُ احْتِشَامًا وَنَفَاسَةً مِنْهُمْ أَنْ يَجْلِسُوا مَعَهُمْ كَمَا سَأَلَ أَمْثَالُهُمْ خَاتَمَ الرُّسُلِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَطْرُدَ عَنْهُمْ جَمَاعَةً مِنَ الضُّعَفَاءِ وَيَجْلِسَ مَعَهُمْ مَجْلِسًا خَاصًّا فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ [الأنعام: 52] الآية وَقَالَ تَعَالَى: وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ [الأنعام: 53] الآيات.

[سورة هود (11) : آية 31]
وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْراً اللَّهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ (31)
يُخْبِرُهُمْ أَنَّهُ رَسُولٌ مِنَ الله يَدْعُو إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ بِإِذْنِ اللَّهِ لَهُ فِي ذَلِكَ وَلَا يَسْأَلُهُمْ عَلَى ذَلِكَ أَجْرًا بَلْ هُوَ يَدْعُو مَنْ لَقِيَهُ مِنْ شَرِيفٍ وَوَضِيعٍ فَمَنِ اسْتَجَابَ لَهُ فَقَدْ نَجَا، وَيُخْبِرُهُمْ أَنَّهُ لَا قدرة له عَلَى التَّصَرُّفِ فِي خَزَائِنِ اللَّهِ وَلَا يَعْلَمُ مِنَ الْغَيْبِ إِلَّا مَا أَطْلَعَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ وليس هو بملك من الملائكة بل هو بَشَرٌ مُرْسَلٌ مُؤَيَّدٌ بِالْمُعْجِزَاتِ وَلَا أَقُولُ عَنْ هؤلاء الذين تحقرونهم وتزدرونهم إنهم ليس لهم عند الله ثواب على أعمالهم اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ فَإِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ بَاطِنًا كَمَا هُوَ الظَّاهِرُ مِنْ حَالِهِمْ فَلَهُمْ جَزَاءً الْحُسْنَى وَلَوْ قَطَعَ لَهُمْ أَحَدٌ بَشَرٍّ بَعْدَ مَا آمَنُوا لَكَانَ ظَالِمًا قَائِلًا ما لا علم له به.

نام کتاب : تفسير ابن كثير - ط العلمية نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 275
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست